Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de AYMEN

blog politique مدونة شخصية مهتمة بالسياسة بالدرجة الأولى

مصر...رئيس بلا برلمان و العسكر يخلطون الأوراق و يعيدون توزيع الأحجام

Publié le 16 Juin 2012 par AYMEN ETTAYEB

 

 

 

AYMEN ETTAYEB

 

في ليلة ما فيها ضوء قمر، أعاد العسكر خلط كل الأوراق: رفعوا العزل عن الفلول و حلوا البرلمان بأغلبيته الإخوانية  .

بجرة قلم قرر العسكر إعادة تشكيل موازين القوى في الخارطة السياسية المصرية  .

 ماذا حصل بين العسكر و الإخوان حتى تطورت الأمور بين حلفاء الأمس القريب  بهذا الشكل الدراماتيكي ؟


داخليا، قدم الإخوان كل الضمانات للمجلس العسكري من الخروج الآمن و عدم المحاسبة إلى عدم المساس بإمتيازاتهم....ضبطوا قواعدهم و غضوا الطرف عن قمع العساكر في أكثر من مناسبة  .

خارجيا، كانت محادثاتهم مع الأمريكيين "بناءة و صريحة"، تعهدوا بعدم المساس بكامب ديفد و بضط حدودهم مع فلسطين .

في كل "مفاوضات" الجماعة سواء مع العسكر أو مع الأمريكيين كان مرسي حاضرا و كان هو مهندسها.

بين العسكر بمرجعيتهم الأمريكية و الإخوان بدعم قطر لهم تبقى الأمور "تحت السيطرة" في إطار مشاكل أسرية جار حلها وفق "قواعد جديدة."

المجلس العسكري لن يكون مرتاحا جدا إلى جماعة قوية تسيطر على كل مفاصل الدولة من الرئاسة إلى البرلمان وصولا إلى إنعكاس أغلبيتها البرلمانية على أية حكومة قادمة.

ما الذي يضمن عدم إنقلاب الجماعة و نكثها بتعهداتها  ؟ فعلوها سابقا أكثر من مرة، قالوا أنهم سيلتزمون بحصة معينة في البرلمان و لن يترشحوا في كامل الدوائر لكن حصل العكس تماما.

قالوا أنهم لن يترشحوا للإنتخابات الرئاسية و هاهو مرسي اليوم في جولة الإعادة.

 

من هنا إرتئى المجلس العسكر إعادة توزيع الأحجام و "قصقصة أجنحة" الجماعة، فإلتزام الأخيرة بتعهداتها

و هي تمتلك رئاسة الجمهورية بلا أغلبية في البرلمان و في الحكومة "أفضل و أريح بكثير" من عقد تفاهمات مع جماعة تمتلك كل شيء من البرلمان إلى الرئاسة وصولا إلى الحكومة.

 

في إعتقادي و بعد خلط الأوراق هذا، سيصبح المشهد السياسي كالآتي:

مرسي يفوز في الإنتخابات الرئاسية، يصار إلى إنتخابات برلمانية يرجح أن تكون نتيجتها مغايرة للإنتخابات السابقة، و ذلك في ظل رفع العزل عن الفلول و تراجع شعبية الإخوان في الشارع.

طبعا أحجام الفائزين في الإنتخابات البرلمانية المفترضة ستنعكس على توزيع المقاعد الوزارية في أية حكومة قادمة.

هذا الوضع يشعر معه العسكر بالأمان أكثر و تبقى فيه الجماعة مقيدة النفوذ و مضبوطة الحجم التمثيلي الرسمي.

طبعا ما يحدث لا يمكن أن يكون معزولا عن الأمريكيين، و هو في رأيي عبارة عن "فرملة" و "تريث" قبل إعطاء ثقة أكبر للإخوان مصر.

حتى في تونس تم التعامل مع الإسلاميين (حركة النهضة) بهذا المنطق، إتصالات مع القيادات منذ زمن بن علي، بعد سقوط الأخير تأجلت إنتخابات المجلس التأسيسي أكثر من مرة إلى أن نضجت التسوية بين الحركة و واشنطن...جرى التفاهم على الخطوط الإستراتجية العريضة و ها نحن الآن نرى عطفا أمريكيا خاصا

على تونس في زمن حكومة ترأسها و تسيطر عليها النهضة (مثال: الإتفاقية الإقتصادية الأخيرة التي تضمن بموجبها الولايات المتحدة الديون التونسية بنسبة تصل إلى 100%) .

 

نغلق القوس التونسي و نعود لنختم بالحديث عن مصر فنقول الآتي:

أعاد العسكر بمرجعيتهم الأمريكية خلط الأوراق و توزيع الأحجام، الإخوان ماضون في هذه اللعبة بشروطها الجديدة.

بين إنتخاب الرئيس و دخوله القصر بلا دستور، إقسامه اليمين أما المجلس العسكري و إجراء إنتخابات برلمانية جديدة، شد حبال و مفاوضات بين اللاعبين المحليين و الدوليين قد يطول معها أو يقصر المخاض المصري

مصر عودتنا على المفاجئات السيئة من مماطلة المجلس العسكري و بقاءه في الحكم إلى نتائج الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية وصولا إلى قرار إبطال قانون العزل و حل البرلمان.

على أمل أن لا يفاجئنا العسكر بمناورة جديدة من هنا أو هناك، أختم بالقول أن هذه هي حسابات الساسة و دوائر صنع القرار أما الشارع المصري المنقسم فله حسابات أخرى و عليه، فإن مخاض التغيير في مصر متواصل بكل آلام شعبها الساخط و المنقسم.

يا رب إحمي مصر.

Commenter cet article