Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de AYMEN

blog politique مدونة شخصية مهتمة بالسياسة بالدرجة الأولى

أسئلة حول الله و الوطن و الإنسان...أطلق الطفل الذي في داخلك

Publié le 2 Mars 2014 par AYMEN ETTAYEB in الله, الوجود, الإنسان, القضية, العدالة, المحبة, الإحباط, الغضب, الشك

دردشة ع العالي...

ــ هل الله طيب؟ هل هو يدعو لكل قيم الخير و المحبة و الجمال التي ولدنا عليها بالفطرة؟

ــ أكيد

ــ إذن لماذا يرسل لنا من يقتل الأبرياء بإسمه؟

ــ هؤلاء لم يرسلهم هو، هؤلاء غسل أدمغتهم شيوخ كذابون و قالوا لهم هذا من عنده.

ــ و كيف أعرف هل يكذبون أم لا ؟

ــ هل تعتقد أن شيخا لبسته العمالة من رأسه لأخمص قدميه هو الذي سيعرفك إلى الله و يعلمك الأخلاق و الفضيلة ؟ ما مصداقية شيخ مثل القرضاوي مفتي الأطلسي و المُسّبِح بحمد عميل للصهاينة حتى يحاضر بالعفة و يحدثك عن الله، ماذا يحب و كيف يريدنا أن نعيش؟
الله لا يمكن أن يكون مع العملاء و الدجالين، الله مع المقاومين، الله مع الطيبين البريئين، مع من يحبون الناس و لا يكرهون، يتمنون الخير للجميع، مع المبتسمين، مع الممتلئة قلوبهم محبة و إيمانا بلا تصنع كاذب.

ــ كلام جميل و منطقي و ينسجم 100% مع الفطرة السليمة، مع فطرة الأطفال، لكن الواقع ليس مثاليا هكذا.
يعني عدم المؤاخذة، كيف تريدني أن أصدق كلامك الجميل عن المحبة و الطيبة و أنا أسمع الإمام يوم الجمعة يدعو بالشر و بالكوارث على المسيحيين و يسميهم بالصليبيين؟
كيف تريدني أن أقتنع و أنا أرى شخصا يذبح إنسانا آخر و يقول الله أكبر ؟ كيف تريدني أن أقتنع و أنا أرى إنتحاريا يفجر نفسه وسط مسجد و وسط محطة قطار و يقتل الأبرياء لأن شيخه الدجال أقنعه أن هؤلاء سيئون يجب التخلص منهم و أن الله سيكفائه بالجنة؟

ــ منطقك هذا يعزز كلامي عندما قلت لك أنهم شيوخ كذابون: الله لم يخلقنا ثم قال لنا هيا يا عبادي، أقتلوا بعضكم، من يحبني أكثر هو من يقتل أكثر، هيا يا حبايبي من يفجر لي محطة قطار يقتل فيها 100 "صليبي" سأدخله الجنة. ألم يتزوج النبي محمد مسيحية؟ ألم يسمح لنا الله بالزواج من المسيحيات و اليهوديات ؟ يعني عندما يدعو الإمام على زوجتك الكتابية و على عائلتها تقول أنت آمين؟؟ ما هذا الدجل و هذا التخبيص ؟

ــ حسنا حسنا، هم كذابون فيما خص هذه التعاليم ، لكن هناك أراء أخرى يتشاركها المعتدلون و المتشددون على حد سواء لم أستطع أن أهضمها.

ــ مثل ماذا ؟

يقولون أن المسلمين وحدهم هم من سيدخلون الجنة أما البقية فسيخلدون في النار.

ــ حسنا، دعنا نفكر معا بصوت عالٍ: الله هو أعدل العادلين، أليس كذلك ؟

ــ نعم

ــ إذن هل تعتقد مثلا أنه سيأتي لراشيل كوري (مثلا) و يقول لها: إسمعي يا راشيل، بما أنك لست مسلمة فأنت في النار، مساندتك لفلسطين و دفاعك عن الفلسطنيين و تضحيتك بنفسك كي تمنعي الجرافة الإسرائيلية من هدم منزل عائلة فلسطنيية في جنين و كل الخير و الأشياء الجيدة التي قمت بها بليها و إشربي ميتها.
هل هذا هي عدالة الله ؟ هل الله الكامل القوي أرحم الراحمين الذي حرم الظلم على نفسه هو سطحي هكذا ؟

ــ و الله يا صديقي أحسست كأنك تتحدث عن "الله" آخر تماما غير "الله" الذي يحدثنا عنه محمد حسان و شيوخ قناة الناس و جمهورهم، بدك الصراحة ؟ بدأت أغير أفكاري عنه و أريد أن أتعرف عليه و أقترب منه أكثر.


ــ رائع، إذن واصل التفكير، إستفتي قلبك و إبتعد عن هؤلاء الشيوخ فهم آخر من يمكن أن يعرفك إليه.

ــ على رسلك يا صديقي ، ما تزال هناك نقطة مفصلية بحاجة إلى إجابة مقنعة

ــ أنا أسمعك

ــ [ يا أبانا يا أباً أيتامه ملّوا الصلاة ... يا أبانا نحن ما زلنا نصلّي من سنين ... يا أبانا نحن ما زلنا بقايا لاجئين ] هل تقول لك كلمات سميح القاسم هذه شيئا ؟

ــ أكيد، إنها تقول لي الكثير و الكثير جدا، واصل شرح أسئلتك و أفكارك

ــ فلسطين منكوبة منذ أكثر من 60 عاما، شعبها هُجٌِر و تشرد، آلاف قتلوا و آلاف يقبعون في السجون و إسرائيل تعربد و تصول و تجول و يا أرض إشتدي ما حدا قدي و نحن ننتقل من هزيمة إلى هزيمة و نبكي و ننتحب و نلعن سلسفيل الحكام العرب و خياناتهم و نسأل الشعب العربي وين.

طيب هذا حالنا نحنا البشر في منا الخاين و الإنتهازي و اللامبالي و الضعيف و العاجز و..و...، لكن الله وين؟ أين هو من كل هذا؟

هو قادر على كل شيء يقول للشيء كن فيكون، لماذا لم يمنع بيع فلسطين و إنتزاع شعبها من أرضه؟ لماذا تركنا طوال هذه السنوات و نحن نتألم و نبكي و ننزف و نعاني؟ لماذا تركنا لاجئين؟

لماذا يقف متفرجا على هذه الفوضى و هذا الخراب؟ قتل و دم و جوع و ظلم، الحقد معبي قلوب البشر و الشر يلف الكون، لا شيء غير الجنون و الألم.

حتى لحظات الفرح قصيرة و لا نشعر بها، نقضي حياتنا عابسين و نحن نركض و نلهث من أجل لقمة العيش، نتكالب و نتقاتل و ننهش في لحم بعضنا في صراع محموم من أجل حياة فانية.

تفضل جاوبني، أين الله من كل هذا ؟

ــ كل ما قلته صحيح 100% ، أنا سأجيبك لكني أريد منك أن تركز معي و تسمعني للآخر

ــ حسنا واصل

ــ دعنا نتفق أولا، بقطع النظر عن رأيك في الله ،إلا أنك تؤمن بوجوده و بأنه هو من أوجد كل هذا الكون و هذه المخلوقات ، و هو إلاه واحد لا أصل له و هو أصل و مصدر كل شيء، أليس كذلك؟

ــ أكيد أكيد ، لقد حسمت هذه النقطة منذ مدة طويلة، واصل شرح فكرتك

ــ ممتاز، الآن تفكيرك و تأملك في هذه الحياة قاداك إلى الإقتناع بأن الله نسينا و لا يبالي بنا و فخار إكسر بعضو، يقف متفرجا على الظلم و لا يحرك ساكنا، مات أجددانا و هو يدعونه يا رب حرر فلسطين و لم يحرر فلسطين، ملايين المصلين يدعونه أن يرفع الظلم و الظلم كل يوم يزيد أكثر و أكثر

ــ تماما...100%

ــ جيد، الآن دعنا نفترض العكس:

كلنا طيبون، لا يوجد شيء إسمه إسرائيل، لا يوجود شيء إسمه جوع و فقر و مرض، لا يوجود شيء إسمه حزن و ألم، كل البشر سعداء، يلعبون و يضحكون و عندما يشيخون يموتون، و عندما يموتون لا نحزن لفراقهم و لا نتأثر.

مع قواعد مثل هذه، أي معنى سيكون لحياتنا و لوجودنا؟ أجبني بكل عقلانية و بلا مكابرة

ــ لا شيء، عبث في عبث، لن يكون وجودنا وجودا، أصلا لن نشعر أننا موجودين، حتى الأشياء الجميلة التي ذكرتها لن نحس بها و لن نعرف قيمتها، سنكون بلا رائحة و لا لون و طعم، سنكون لا شيء

ــ و حتى لا نكون و تكون حياتنا عدما و عبثا، لا بد من أن يكون لنا مشاعر و هدف و قضية نحيا من أجلها

ــ معك معك، و الله أنا فاهم، سؤالي هو لماذا أوجدنا و أطلقنا في هذه البرية و نسانا؟ يعني ضروري نبكي و نتعذب لحتى نحس بوجودنا و بقضيتنا؟ لماذا الشقاء و التعتير مكتوب على ناس دون ناس؟ وين العدالة و تساوي الفرص؟

ــ كلامك يكون صحيحا لو لم تكن هناك حياة أخرى تنتظرنا بعد الموت، أين نخلد فيها و نكافئ على أداءنا خلال حياتنا الدنيا.

ــ يعني ؟

ــ يعني أن فلسفة وجودنا تقوم على هذه الفكرة:

الله أوجدنا و أوجد هذا الكون، صممه لنا و وضع كل منا في مرحلة" تماما كالمراحل التي في ألعاب الأكشن و المغامرات على الكمبيوتر.

وضعنا في خط الإنطلاق، أعطى لكل من أدوات و إمكانيات متفاوتة النجاعة كي نستعملها خلال أدائنا للمهمة المحدد لنا في المرحلة الخاصة بنا.

و لأن مصمم اللعبة هو الله و هو الكامل و العالم، فإنه في تقييمه لأداءنا و مكفاءتنا سيأخذ بعين الإعتبار كل التفاصيل من صعوبة "المرحلة" التي لعبنا فيها و الأدوات التي إنطلقنا بها إلى الظروف التي لعبنا فيها إلى كل شيء.

يعني ليس من يلعب في الحرّ و العرق يتصبب على جبينه و يحرق عينيه كمن يلعب و هو جالس في التكييف على أريكة وثيرة و بجانبه ما لذّ و طاب من الطعام و المشروبات.

ليس من يلعب بجويستيك أزرار الإتجاهات فيه لا تستجيب كما يجب، كمن يلعب بآخر آخر موديل و سليم 100%.

أيضا ليس من غش و غير في مستوى الصعوبة حتى يكمل المهمة و يفوز، كمن لعب بنزاهة و بذل جهده و لم يتمكن من إنجاز المهمة و الفوز،

الأول لا يعتبر فائزا و هو لاعب ضعيف و غشاش، و لا يقارن بالثاني الذي هو أفضل منه أداءًا و أخلاقاً.

في النهاية عندما ينتهي كل شيء و نستقر في الحياة الآخرة، سيكافئنا الله و يجازينا و يعوض علينا كل حسب الظروف التي لعب فيها و النتائج التي حققها وسط هذه الظروف، يعني لن يضيع أي تفصيل و لن يذهب أي تعب سدىً و العدالة المنقوصة التي كانت موجودة في الحياة الدنيا ستكتمل في الحياة الآخرة.

ــ هذا طرح جديد لم أسمعه من قبل، و هو للأمانة فيه كثير من المنطق و جدير بالتأمل و التفكير،

الآن لدي سؤال : ما الذي يضمن لي أن الله الذي وضعني في مرحلة صعبة و أعطاني أدوات ضعيفة سيعوضني عن كل هذا و يكافئني و لن يظلمني؟

ــ تحدثنا عن نقطة العدالة و الجزاء و الإنصاف عندما أخذنا راشيل كوري كمثال، و لكن لا مشكل في أن نتناول العدالة من حيث المبدأ:

الله هو القوة المطلقة في هذا الوجود، لا قوة تنافسه، هو يفعل ما يريد بقطع النظر أعجبنا هذا أم لا.

يعني عندما يقول أنه حرم الظلم على نفسه، هو قرر هذا من تلقاء نفسه لأنه كما قلنا هو القوة المطلقة يفعل ما يشاء و لا توجد أية قوة توازيه أو تردعه، يعني أنه كان بإمكانه أن يكون ظالما و نروح نبلط البحر، لكنه قرر أن يحرم الظلم على نفسه.

و هنا يكون هذا القرار فضلا و هذا أكبر ضامن لمن يفكر.

كل ما سبق من نقاط و تفاصيل عن معنى وجودنا و العدالة الإلاهية تقودنا إلى الإيمان و إلى النظر إلى هذه الحياة و العلاقة مع الله بنظرة أكثر عمقا و أكثر تأملا.

ــ لا أدري، أفكاري و مشاعري مشوشة و متداخلة، هناك شيء تغير في داخلي، لكن مشاعر النقمة و الغضب من ظلم و آلام هذه الحياة لم تتغير و لم تبرد

ــ و من قال أنها يجب أن تبرد؟ هذه مشاعر نبيلة و إنسانية 100%، هي جوهر إنسانيتنا و مصدر قوتنا الحقيقية التي نحتاج لشحنها و تجديدها كي نستطيع الذهاب بعيدا في مهمتنا في هذه الحياة قبل أن نغادر و ننتقل إلى الآخرة.

المحبة يا صديقي هي سر قوتنا و أداءنا، عندما نحب نعطي، عندما نحب نحس أكثر بمحيطنا و نفهمه و نكتشفه بشكل أفضل بعيدا عن السطحية و العبث.

عندما نحب نستبسل في الدفاع عن أحباءنا و أحلامنا، المحبة تنير قلوبنا و عقولنا و تمكننا من إكتشاف جوهر الأشياء.

ــ كلامك جميل و يجعلني أعيش حيرة هادئة ممتعة مع صفاء روحي و إحساس بالتفاؤل و التصالح مع النفس

ــ هناك كلمات من أجمل ما غنت ميادة بسيليس تعزز حالة التصالح و التفاؤل هذه:

محلاك عم تضحك و لو قلبك زعلان...ماهي أول مرة إعاندنا الزمن

يا غالي بتضلك غالي يا غالي...يا أغلى عليي من حالي يا غالي

يلي حبك نور بقلبي و نار...رح حبك على طول و شو ما صار

يآآا يا غالي

ــ هذه الأغنية بالذات أجد فيها العزاء و المواساة و العزيمة للإستمرار، نبرة صوتها عندما تقول "يلي حبك نور بقلبي و نار...رح حبك على طول و شو ما صار" تجعلك مباشرة تتذكر وجه من تحب، تبتسم و تقول في نفسك: على هذه الأرض ما يستحق الحياة.

ــ أحسنت، على هذه الأرض ما يستحق الحياة....و الحلم

ــ قسما ببرتقال يافا و ذكريات اللاجئين سنحاسب البائعين لأرضنا و المشترين

يا رب ساعدنا على إجتياز هذا الإمتحان...

يا رب أنت تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك، أعطنا الصبر و القوة كي نستمر في المقاومة، لا تجعل اليأس و الحقد يسيطران علينا، إملئ قلوبنا بالمحبة و الإيمان كي نحب و لا نكره...كي نصمد و ننتصر...

جوا عيوني شوق.. أشوفك علياء فوق... لأجل إلي ضحى و مات عشان إسمك يعيش...

Commenter cet article