Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Le blog de AYMEN

blog politique مدونة شخصية مهتمة بالسياسة بالدرجة الأولى

الإعلام و معركة الوعي

Publié le 19 Novembre 2015 par AYMEN ETTAYEB أيمن التائب in الميادين, الإعلام, الوعي, عربسات, السعودية, المقاومة, الوحدة, فلسطين, الطائفية, التظليل الإعلامي

AYMEN ETTAYEB أيمن التائب




أعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعوبًا مُظَللة و فتنة و غوغاءًا و لصوصا في السلطة و حروبا و تقسيما و كل ما تريده.

أعطني إعلاما بلا ضمير أسرق لك القلوب و العقول و أجيرها لك حطبا و وقودا لإنتخاباتك و لحروبك.

نعم هذه عينة مما يمكن للإعلام أن يفعله: كيف يصنع الأفكار و يصدرها و يقنع بها الملايين، كيف يقلب الحق باطلا و الباطل حقا و الوغد بطلا و الطائفية منهجا في التفكير و الحياة و الخيانة وجهة نظر.

 

و لأن دور الإعلام خطير و مأثر إلى هذا الحد، طبيعي أن يسعى الإستعمار ممثلا في منظومة البترودولار ، أن يسعى لإستهداف الرأي العام و توجيهه و ضرب و خنق كل صوت يغرد خارج السرب يعمل لتوعية الناس و تحريرهم و زرع الثقافة الحقيقية فيهم: ثقافة لاهوت التحرير و المقاومة و الحب و الإبداع، الثقافة التي تبني و لا تهدم، تبني الوطن عبر بناء إنسانه و حجره على السواء.

 

في هذا الإطار عملت منظومة البترودولار هذه على إغراق السوق بالماركات و المنتجات الإعلامية المختلفة حتى تصل لأكبر شريحة ممكنة من الشعوب و تضمن أكبر قدر ممكن من الإستهلاك للأفكار التي تروجها.

بالتوازي مع هذا الإغراق الإعلامي و الضخ المركز لأفكارها اللئيمة و الهدامة، لا تتدخر هذه المنظومة وسعا لشراء الذمم و الضمائر و تكفينا عينة من وثائق الويكليكس حتى نعرف بعضا من إنفاق السعودية على رشوة الأقلام و التلفزيونات من أجل تجميل صورتها و خدمة مشروعها و معاقبة منتقديها و التحريض على المقاومة.

 

كما في أي مشروع فإن الدعاية هي أحد أعمدة نجاح هذا المشروع و الترويج له و إقناع الناس به، و آلة الدعاية الأمريكية النفطية رائدة في هذا المجال.

مثلا كيف إنتشر و ينتشر الفكر التكفيري ؟ بالإعلام

كيف نظمت إنقلابها الفاشل على هوغو تشافيز ؟ بالإعلام

كيف تكسب الإنتخابات ؟ بلوبيات المال و الإعلام

كيف تقوم بتجهيل الشعوب العربية ؟ بالإعلام

كيف طمست الذاكرة و جهلت شعوب العالم حتى تبنت هذه الشعوب فكرة حق كيان محتل و غاصب إسمه إسرائيل في الوجود على أرض فلسطين ؟ بالإعلام

كيف روجوا لإحتلال العراق ؟ بالإعلام

كيف إحتلوا ليبيا باعوها و دمروها ؟ بالإعلام

كيف نشروا الفتنة ؟ بالإعلام

كيف حشدوا للحرب على اليمن ؟ بالإعلام

كيف حشدوا لحربهم الكونية على سوريا ؟ بالإعلام

كيف نظموا الثورات الملونة ؟ بالإعلام

ماذا يقصد جيفري فيلتمان عندما قال قبل سنوات أنهم أنفقوا 500 مليون دولار لتشويه صورة حزب الله ؟ يقصد 500 مليون دولار في الإعلام

على ماذا تعمل USAID ؟ على الأفكار يعني على الإعلام
كيف و كيف و كيف و كيف ؟؟؟؟ بالإعلام....كل شيء بالدعاية كل شيء بالإعلام.

لذلك يخشون الإعلام الواعي و المقاوم الذي يسعى لإستعادة عقول الناس المُجَهَلَة و المُظَلَلَة، الإعلام الذي يسعى لكشف المخططات التدميرية و التقسيمية و الفتنوية للوبيات البترودولار و منفذيها الصغار و الكبار على حد سواء ، الإعلام الذي يبني و يحرر و لا يهدم.

 

 

اليوم الميادين هي عنوان هذا الإستهداف لأنها أولا صوت المقاومة و لاهوت التحرير و ثانيا لأنها صوت قوي جدا و مؤثر جدا، نجحت عبر صدقها و إيمانها بالأرض و الإنسان في أن تستقطب القلوب و العقول و المحبين، فضحت مشروع الفتنة و التجهيل و التقسيم و الفوضى الخلاقة...و إستعادت البوصلة و هزمت إعلام البترودولار في غير مناسبة و هي تكبر و تنتشر يوما بعد يوم.

لذلك كان الهجوم السعودي عليها بهذا المستوى: قطع بثها عن العربسات و الطلب من الحكومة اللبنانية أن تطردها و إلا فإنهم سينقلون شركتهم المشغلة لهذا القمر إلى خارج لبنان.

 

الميادين لم تكن أول المُستَهدفين و لن تكون أخرهم ، بالأمس قناتي المنار و تيلي سور و بالأمس القريب و البعيد بشهادة الويكيلكس كانت جريدة الأخبار و غدا لا ندري من، لكن الأكيد أن كل صوت حر هو هدف مشروع عند مملكة القهر.

لأجل هذا و أكثر أنا مع الميادين لأنني مع المقاومة و مع فلسطين و مع حفظ وجودنا في هذا الشرق...هذه هي القضية بكل وضوح قبل أن تكون قضية حرية إعلام و ما إلى ذلك.

 

كما يخوض الإستعمار و أدواته حربا عسكرية قاسية لا رحمة فيها و لا هوادة ضد محور المقاومة في سوريا و فلسطين و العراق و اليمن و في كل مكان من هذا العالم، فإن هذا الإستعمار يخوض أيضا بالتوازي مع حربه العسكرية هذه حربا فكرية و ثقافية قوامها و أساسها الإعلام.

من هنا جاءت كلمة السيد حسن نصر الله خلال ملتقى علماء المقاومة (الجمعة 6/11/2015) كتشخيص دقيق و صريح لخطورة حرب الأفكار و الإعلام هذه و التي قدم فيها السيد شواهد كثيرة على نجاح الإسرائيلي فيها.

أبرز هذه الشواهد هي عدم إهتمام أغلبية ساحقة من المواطنين العرب بفلسطين بمعنى أن فلسطين لا تسكن وجدانهم و ليست قضية يحملون همها حقا، هي قضية موسمية في الماضي كانت تتحرك لها بعض العواطف، و اليوم إنحسرت تلك العواطف كثيرا و إنقلبت كرها للفلسطنيين عند قسم غير قليل.

أما من وقف و يقف مع فلسطين و مقاومتها، إقتسم و يقتسم معها قوت يومه ، إختلطت دماءه بدماء مقاوميها و نصرها يوم عز الناصرون فأصبح بقدرة قادر عند كثير من الجماهير الفلسطنية و العربية عموما عدوا قتاله أولى من قتال إسرائيل (سبحان مغير الأحوال). نعم هكذا نجحت إسرائيل عبر الإعلام في سحر عقول الناس و تلويث نفوسهم بالطائفية و الغباء القاتل. زرعت الفتنة، رعتها و نشرتها، تحرص على إلقاء الحطب فيها حتى تبقى مشتعلة و لا تنطفئ أبدا، حتى تدمر هذا الشرق و تحشر المقاومة في حروب زواريبه و تقسيماته التي يُعمل على إِستيلادها و صنعها، حتى يبقى هذا الكيان معمرا أكثر و أكثر و أكثر، سيدا فوق التلة و تحته قطعان الطوائف يديرها و يدير إقتتالها.

 

السيد دق ناقوس الخطر لأن إسرائيل تقدمت فعلا في معركة الأفكار و الوعي هذه.

يكفي أن نرى كيف أن الطائفية قد غزت الشارع الفلسطيني الذي يرزخ أصلا تحت الإنقسام ، كيف أن مئات من الشباب الفلسطيني يترك المحتل الذي هو على بعد خطوات منه، ليلتحق بالقاعدة و تفريخاتها في سورية و العراق، كيف أن قسما كبيرا من الجماهير العربية يفكر بطريقة طائفية مقيتة و غبية و ينظر للمعركة أنها حرب بين السنة و الشيعة.

 

هذه المكاسب التي حققها الإسرائيلي في ضرب الوعي و تأليب الناس على المقاومة و محورها الذي هو محور فلسطين ، ما كانت لتتحقق لولا سلاحي الإعلام و الدين...الإعلام المأجور و الدين المأجور.

بناءًا على هذا كان مؤتمر علماء المقاومة و كانت دعوة السيد لتشخيص الأمور بصراحة و موضوعية و البحث عن حلول حقيقية و عملية تستعيد القلوب و العقول المخطوفة و المغسولة و معها تعود الرؤية واضحة و البوصلة صحيحة: هذه فلسطن و هذا محورها و نقطة إلى السطر.

 

الحلول في إعتقادي تكمن في برنامج عمل متكامل محوره الإعلام لنشر الوعي و تصحيح البوصلة، و هنا دعوة لكل وسائل الإعلام (الميادين، الأخبار، المنار، تيلي سور...إلخ) المؤمنة بهذا النهج أن تجتمع فيما بينها و معها النخب الوطنية و تدرس و تقترح و تخرج ببرنامج عمل موحد يخدم هذا الهدف.

لما لا تكون هناك جلسات نقاش مفتوحة للعموم يتقدم فيها من يرغب من الناس بورقة يعرض فيها أفكاره و إقتراحاته العملية لتحقيق هذا الهدف ؟

أيضا المدارس و الكشافة و المصائف مهمة جدا لزرع الأفكار الوطنية و الإنسانية الصحيحة عند الجيل القادم حتى لا نجد أنفسنا أمام جيل مُظلَلٍ و مُجَهَلٍ كحال جيلنا اليوم.

ربما في مرحلة لاحقة بعد أن تنضج خطة هذا العمل و تتبلور، يصار إلى تجريبها و تحسينها و من ثم نشرها و تعميمها حيثما أمكن سواء عبر إشهارها و تقديم أنشطتها في الإعلام و لما لا إنشاء نسخ منها في عدد من الدول العربية.

أما بالنسبة للدين، فقناعتي هي أن تنقية التراث الإسلامي تحديدا و إستعادة الخطاب الديني الحقيقي الذي هو في جوهره خطاب الإنسان و لاهوت التحرير و المقاومة و غيفارا ، هي أولوية ملحة تحتاج لمفكرين متنورين و صادقين و لإعلام يواكبهم.

مؤتمر علماء المقاومة إنجاز مهم للبناء عليه، لنشر ثقافة المحبة و المقاومة و يا حبذا لو يتوسع ليشمل إخوتنا المسيحيين من العرب و من أميركا اللاتينية و من أي مكان في العالم لأن المقاومة هي دين و ديدن كل الناس و هي عابرة لكل الأديان و الأيديولوجيات.

أفكار صافية نقية لاهوت التحرير و المقاومة و الحب نهجها و الأرض و الإنسان عنوانها مع إعلام ينشرها و يصل بها إلى كل الناس، يخاطب بها القلوب و العقول ، هذه الأفكار هي الحل الذي يجب أن يعمل كل المخلصين و الوطنيين من أجله.

بالتوازي مع جبهة الأفكار هذه، فلتبقى الجبهات العسكرية مشتعلة، تقاتل من أجلنا جميعا، من أجل حفظ وجودنا في هذا الشرق و من أجل
عودة فلسطين....كل فلسطين.

 

( 7-11-2015 كتبت هذا النص بتاريخ )

Commenter cet article