جريح ثورة خاط فمه
AYMEN ETTAYEB
مرت أكثر من خمسة أشهر على تشكيل حكومة الترويكا، ماذا تحقق أو ماذا تغير ؟
كاذب و غير منصف من يقول أنه لم يتغير أو يتحقق شيء....تحقق الكثير، مثلا الجرحى ضربوا و أهينوا أكثر من مرة و هم الآن مهملون يقتلهم ألم جروحهم و عاهاتهم لكن يقتلهم أكثر نذالة الحكومة معهم و تخلي الشعب عنهم .
بأمعاءهم الخاوية و أفواههم المقطبة و آلامهم التي تمنعهم النوم يحتجون...يريدون فقط العلاج...علاج يرحم ذويهم و يرحمهم .
الآن لا نسمع من الوجوه الحكومية أو أبواقها الفايسبوكية سوى لغة سخيفة و مقرفة واحدة: أطراف سياسية تستغل الملف و تركب على الحدث .
طيب يا سادة يا محترمين أنتم، خبرونا ماذا قدمتم للجرحى حتى لا يتاجر بمعاناتهم أحد .
أما أنه يجب على كل شخص أن يطلب من حضاراتكم إذنا حتى يتعاطف مع من وهبوه الحرية و وهبوكم السلطة ؟
عالجوهم و كفى نذالة و عندها سيغلق الجميع أفواههم و سيدعو لكم الجرحى بالخير بدل الدعاء عليكم .
عالجوهم تبا لكم يا أوغاد...عالجوهم و إتقوا الله قبل أن يصير الجرحى شهداء !
أما للشعب فأقول :
عيب علينا جميعا و كل العار لنا و نحن نتفرج لم نحرك ساكنا أمام إهمال جرحانا و لم يزعجنا أبدا مشهد أفواههم المقطبة أمام المجلس التأسيسي.
قبل 14 جانفي كانت أفواهنا مقطبة بعصى بن علي، من دم شهداءنا و ألم جرحانا تحررنا و نطقنا.
الآن بعد "الثورة" نحن نتكلم في كل شيء إلا في من حررونا و قطبوا أفواههم و خرسوا.
حقيقة كم نحن أنذال، ألا نستحي على أنفسنا...ألا نخجل من أنفسنا و نحن نرى أفواه الجرحى المقطبة ؟!!
فعلا نحن شعب قليل أصل و لا يثمر فينا المعروف.
بعد كل فيديو أو خبر عن الجرحى أقرءه، تكبر داخلي مشاعر الغضب...تكبر و تكبر و تكبر...ثم تختفي...تقتلها سلبية و نذالة شعبية قاتلة و... قاسية...
تقتلها أكثر سلبية و نذالة "الأصدقاء" الصادمة و المحبطة....
ماذا بعد هذا الغضب ؟...لا شيء...فقط سلبية متواصلة...الجرحى يتألمون وسط غوغائنا و صراخنا و تصفية حسابتنا.
غدا يوم جديد....من الغوغاء... من الإفلاس الأخلاقي.....و من الموت البطيء....للجرحى و للقيم فينا... سامحوني يا من من جروحكم و وجعكم....نطقت.
لو قدر للأسرى الفلسطنيين أن يوجهوا رسالة للتونسيين لقالوا لهم من فضلكم، إنزعوا صورنا من بروفيلاتكم...شكرا لأنكم غيرتم صوركم في اليوم الأخير للإضراب تضامنا معنا.
تضامنوا مع جرحى ثورتكم و ساندوهم و لو بصورة تضعونها في بروفيلات فايسبوككم....فهم من أهدوكم الحرية و ليس نحن.
في النهاية أترككم مع هذين الفيديوين علهما يوقضان فينا إنسانيتنا التي فقدناها