AYMEN ETTAYEB
"إكذب إكذب حتى يصدقك الناس"، كان هذا شعار وزير دعاية هتلر "جوزيف غوبلز"، أما اليوم في زمن الربيع تطور هذا الشعار إلى الآتي: "أعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك طائفية و شعوبا مُضَللة و حطبا للفتنة و في رواية أخرى "ثورة سورية".
الإعلام البلا ضمير هنا هو الجزيرة و أخواتها و الشعوب المضللة و حطب الفتنة هم جماهير هذه القنوات.
هؤولاء يصورون الجيش السوري على طريقة أفلام هوليود: جحافل من الجند تهاجم القرى الآمنة، تحرق الخيم و الأكواخ فوق رؤس ساكنيها، تغتصب النساء و تقتل الأطفال ثم تغادر القرية مخلفة خلفها الخراب و الجثث مع مشهد الدخان الأسود في الخلفية.
طيب ماشي، مقاتلو جبهة النصرة هم من الأطفال و النساء و الشيوخ، و الجيش الحر يضم 3 كتائب: واحدة للأطفال و واحدة للنساء و واحدة للشيوخ، و الآن في إمكانية لإضافة كتيبة رابعة إسمها كتيبة آكلي القلوب.
لا لا ، خلص خلص لا تبكوا يا مناضلي الربيع العربي و حقوق الإنسان الحساسين، لن نشكل كتيبة لآكلي القلوب و سنجلد هذا "الأزعر" الذي شق صدر جندي سوري و أكل قلبه و فاخر بفعلته، سنجلده 50 جلدة كما تفعل محاكم جبهة النصرة في سراقب.
على فكرة، حتى المقاتلون الأجانب القادمين من تونس و السعودية و الشيشان و فرنسا و...و...و... هم أطفال و نساء و شيوخ سوريون نبتت للبالغين منهم لحية، و من يسقط منهم في القتال يُسجل على أنه طفل أو إمرأة أو شيخ سوري.
عند بداية الأحداث رفع المتظاهرون شعارات سلمية من قبيل "العلوي بالتابوت و المسيحي ع بيروت"، أيضا في بداية الأحداث مات 120 جنديا سوريا في جسر الشغور بعد تعرضهم لكمين من الهتافات السلمية.
عندما كنا نتحدث عن تظليل إعلامي و تورط الخارج فيما يجري؛ كان ثوار الربيع و جماهير أبواق النفط يسخرون من كل هذا و يكذبونه.
جاء المراقبون العرب و تحدثوا في تقريرهم عن إجرام الميليشيات المسلحة و كيف تتصارع فيما بينها على مناطق النفوذ و تخطف و تقتل على الطائفة و تتبادل الجثث.
تتالت التقارير في وسائل الإعلام الغربية عن المدربين الأجانب و عن الدور القطري و الإسرائيلي و عن تهجير المسيحيين و إستعمالهم كرهائن و دروع بشرية.
قالت ممثلة الأمم المتحدة أن مقاتلي المعارضة إستعملوا غاز السارين، قصفت إسرائيل دمشق و هلل و صفق الثوار الوطنيون الأشاوس هاتفين الله أكبر الله أكبر !
لم يؤذي أبدا مناضلي ربيعنا العربي الحساسين أوي و الوطنيين أوي أوي أن يؤسس "أيوب قارا" عضو الليكود تنسيقية تل أبيب لنصرة الثورة السورية، كما لم تزعجهم الإطلالات المتكررة للقادة السياسيين و العسكريين لثورتهم المجيدة على القنوات الإسرائيلية، لم يزعجهم مشهد مراسل القناة الثانية الإسرائيلية و هو يحتسي الشاي مع ثوار الحرية و الكرامة في حلب اقبل أن يقول أحدهم لضيفه الإسرائيلي: "شارون عيني".
رغم كل هذا، و بعد كل الحقائق التي تتكشف تباعا، ظل أبطال الربيع (يلي الوطنية عم تشرشر منهم شرشرة) على موقفهم، يكابرون و يرفضون الإعتراف و مراجعة خياراتهم، يرفعون شعار عنزة و لو طارت و يواصلون الوقوف في خندق الإسرائيلي و وكلاءه بلا خجل و لا وجل و في إصرار عجيب على الإستحمار و على العمالة.
لا، و عند أول حدث فلسطني، تجدهم يهرولون ليغيروا صورة بروفيلهم و ينطلقوا في حفلة النحيب و المزايدات الفيسبوكية: آه يا فلسطين، إهئ إهئ القدس تستباح، أين أنتم يا عرب ؟
طبعا وسط هذه المشاعر الجياشة فاتهم أن يسألوا أين أنت يا مرسي و أين إخوانك، أين أنت يا قاعدة، أين ملياراتك يا قطر، أين ملائكتك يا عريفي، و أين فتاويك يا قرضاوي ؟
أما أعداء إسرائيل الحقيقيين و الأقوياء، الذين إحتضنوا المقاومة حموها و دعموها تدريبا و تسليحا و لم يبيعوها و لم يساوموا عليها رغم كل ما تعرضوا له من ترغيب و ترهيب و حملات تشويه، فهؤلاء شيعة مجوس و من يؤيدهم شبيح بلا ضمير و بلا شرف.
كيف لا و هم يقاتلون من يجاهرون و يفاخرون بدعم إسرائيل لهم ؟
هيا فلنواصل الإنخراط في حملة تشويه المقاومة، هيا فلنواصل الغرق أكثر في مستنقع العمالة، يا الله ما أجمل هذا الإحساس، ما أجمل أن تكون بيدقا إسرائيلا، كيف لا و الله إلى جانبنا (الله إلى جانب إسرائيل و إلى جانب الذين يقتلون بإسمه ؟؟؟)، كيف لا و مشايخنا الأجلاء المباركون أفتوا لنا و وعدونا بالجنة و حورياتها و نعيمها ؟
هيا فلنردد معا : إنهم يقتلون أطفال القصير (هل عناصر جبهة النصرة و كتتائب الفاروق هم من الأطفال؟ هل عندما دعا الإئتلاف كل كتائب الجيش الحر للإلتحاق بجبهة القصير كان يوجه نداءه هذا للأطفال ؟).
هيا فلننشر صورا من غزة و من حرب جورجيا و من تفجيرات باكستان و من العراق على أنها من سوريا.
هيا فلنكذب و نكذب و نكذب و نكذب علنا نغير الحقيقة.